المرأة فى الاسلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المرأة فى الاسلام
المراة فى الاسلام
أولا : لطول الموضوع سأقسمه على أجزاء حتى يتمكن الكل من قراءته
نبدأ بسم الله
الحمد للَّه الذي أنزل على عبده الكتاب تبيا نًا لكل شيء وهدى ورحمة للمسلمين، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه شرع فأحكم وهو أحكم الحاكمين، وصلاة وسلامًا على رسوله ونبيه الأمين.
لقد ظلم الجها ل ومن في قلوبهم مرض هذا الدين ظنًا منهم أنه ظلم المرأة في تشريعاته بأن أعطاها نصف نصيب الذكر، وسلط عليها الرجل فيما يسمى القوامة، وجعل شهادتها نصف شهادة الرجل ورماها بالنقص في العقل والدين، ولكن المنصف لهذا الدين الحنيف يرى أن المرأة هي أسعد الناس حظًا بهذا الدين في جميع مراحل عمرها منذ ولادتها، وعلى المسلمة أن تعي هذا وتفهمه حتى لا تظن سوءًا بدينها أو شرع ربها وهدي نبيها ونذكر فيما يلي من سطور حفاوة هذا الدين بالمرأة منذ نعومة أظفارها:
أولاً: وهي بنت صغيرة:
فقد رقق الإسلام قلوب الأبوين نحوها عليها وجعل الإحسان إليها سببًا للنجاة من النيران والفوز بالجنان، فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل شيئًا ثم قامت فخرجت وابنتاها فدخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار".
{مختصر مسلم برقم 1760}
وتوعد اللَّه سبحانه من أساء إليها بقتلها: وإذا الموءودة سئلت *بأي ذنب قتلت {التكوير: 8، 9}، يقول ابن كثير في تفسيرها: في يوم القيامة تسأل الموءودة: على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدًا لقاتلها فإنه إذا سُئل المظلوم فما ظن الظالم إذًا؟
وعن ابن عباس سئلت أي سألت أي طالبت بدمها. {ابن كثير (4-478)}.
ويقول الشوكاني: إن توجيه السؤال إليها لإظهار كمال الغيظ على قاتلها حتى كأنه لا يستحق أن يخاطب ويسأل عن ذلك، وفيه تبكيت لقاتلها وتوبيخ له شديد.
{فتح القدير (5-389)}
وتصحبها حفاوة الإسلام حتى تبلغ الحلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من عال جارتين حتى تبلغا الحلم، جاء يوم القيامة أنا وهو"، وضم أصابعه. {مختصر مسلم برقم (1761)}
وإذا مات عائلها فلها الميراث والنصيب المفروض والمستقل لقوله تعالى: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا {النساء:7}.
فكانت العرب تحرم النساء من الإرث حرمانًا مجمعًا عليه بينهم، فجاء الإسلام بهذا النص القاطع وأفرد نصيب النساء وجعله حقًا قائمًا بذاته وليس مدرجًا ضمن نصيب الرجل، فقال تعالى: وللنساء نصيب، وهذا النصيب للمرأة هو الجديد الذي جاء به الإسلام، فكان الرجل يرث قبل الإسلام وتحرم المرأة، فلما جاء الإسلام أعطاها نصف نصيب الرجل مهما كان صغرها فإذا كبرت وتزوجت أوجب نفقتها على زوجها وأوجب لها الصداق أيضًا فيصبح نصيبها من والديها احتياطيًا لها، فهي أسعد حظًا من أخيها الذي أخذ ضعفها لكن عليه صداق واجب لزوجته ونفقة واجبة لزوجته وأولاده، ومن ثم ظهرت حكمة الحكيم العليم في قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين {النساء:11}، وإذا كبرت وصلحت للزواج فالكرامة محفوظة والرأي معتبر عند تزويجها لما رواه أحمد عن الليث بن سعد وصححه الألباني قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "أشيروا على النساء في أنفسهن". فقال: إن البكر تستحي يا رسول اللَّه؟ قال: "الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صماتُها". {الصحيحة برقم (1459)}، وفي غير الإسلام تكون المرأة كقطعة متاع لا رأي ولا مشورة أو أنها سائبة لا ولي لها ولا قيم عليها، أما حظها في الإسلام فمشورة واعتبار لرأيها فلتحمد اللَّه أن رفعها من الضعة وأعزها من الذلة، وإذا لم يُقدر لها الزواج فهي أسعد حظًا من الرجل الذي لم يقدر له الزواج أيضًا لحديث عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عاد عبد اللَّه بن رواحة فقال: أتدري من شهداء أمتي؟ قالوا: قتلُ المسلم شهادة، قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل! قتل المسلم شهادة والطاعون شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة {يجرها ولدها بسرره إلى الجنة}، وفي رواية جابر بن عتيك: "والمرأة تموت بُجْمع شهيدة". ذكر الحديثين الألباني رحمه اللَّه في أحكام الجنائز وقال في المرأة الجمعاء هي التي تموت في بطنها ولد. وقيل: التي تموت بكرًا، والمعنى أنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة وقال: المراد هنا الحمل قطعًا.
{أحكام الجنائز للألباني (ص53، 54)}
فهذا حظ البنت؛ ترقيق للقلوب عليها وتخويف من إهدار حقوقها وبشارة بالجنة على الإحسان إليها وتجنيب لنصيبها من والديها وأقاربها ثم نيل الشهادة نصًا عند موتها بكرًا أو حاملاً.
ثانيًا: عندما تكون زوجة:
فهي بالإسلام أسعد الزوجين وبعيدة كل البعد عن الشقاء والكد لتحصيل المعاش وشاهد ذلك قوله تعالى: فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (117) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى
{طه: 17- 19}.
فالخارج من الجنة اثنان آدم وزوجه، أما الذي سيشقى واحد وهو آدم فعبر القرآن بقوله فتشقى ولم يقل فتشقيا كما قال يخرجنكما والشقاء هنا معناه تشقى في طلب رزقك وتحصيل ما لابد منه في المعاش كالحرث والزرع والرعي لأنه كان في عيش رغيد بلا كلفة ولا مشقة، ولذلك لما رأى موسى عليه السلام المرأتين خرجتا إلى سبيل من سبل الشقاء ورعاية المال أنكر عليهما بقوله: ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير {القصص: 23}، لقد ظهر له أن هناك ضرورة للخروج، لأن الأب شيخ كبير ولا يوجد من يرعى المال فخرجتا، وعند خروجهما تأدبتا بأدب الإسلام فلم يزاحما الرجال: لا نسقي حتى يصدر الرعاء، ولما تهيأ من يمكنه القيام بهذه الأعمال ليصون المال والنساء ظهرت فطرة الله في المرأة التي تحب القرار في البيت: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين {القصص:26}، فهو قوي على العمل الذي لا يناسبنا وأمين على المال مثلنا فقد حان وقت قرارنا في بيتنا، فهل عرفت المسلمة أين راحتها وسعادتها أفي الإسلام أم في مناهج الشيطان، ومن ثمرة الكد والتعب للزوج أمره الإسلام الحَفِيُّ بالمرأة أن ينفق عليها وله في هذا الإنفاق صدقة ليحضه على الإنفاق عليها بالمعروف لما رواه عمرو بن أمية قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة".
{البخاري في التاريخ 2-1-396 في الصحيحة (ص22) ج2}
وقد سعدت الزوجة بالإسلام فلم تورث كما كانت في الجاهلية بل تتزوج برضاها وتأخذ صداقها حيث قال تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا {النساء: 4}، ومن الأسرار في القرآن الكريم أن كلمة صدقاتهن قرئت في جميع القراءات العشر المتواترة بضم الدال ومفردها صدُقة وهي ما يدفعه الرجل لبضع المرأة دون غيرها من الناس ودون غيرها من النساء والصدقُة ملك خاص للمعقود عليها تتصرف فيه كيف تشاء دون أن تكون ملزمة بإنفاق أي شيء منه على تكوين منزل الزوجية أو الإنفاق فيه على الأسرة وبعض العلماء جعل الأمر في قوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن أمرًا لأولياء أمور الزوجات فهي تأخذ ويدها عليا وليس سفلى لأنها صاحبة حق حتى يمتلك الدافعُ له بُضعها ويستحلَ فرجها بخلاف الصدقات في قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها {التوبة: 6}، فالصدقات بفتح الدال تعطي للأصناف الثمانية المذكورة في الآية، والمعطي يده عليا والآخذ يده سفلى لكن الصدُقة وهي مهر المرأة يدفعها الزوج وتأخذها الزوجة فريضة على الزوج، أليست هي أسعد حظًا من الزوج؟ فهو يغرم وهي تغنم وكلاهما يستمتع المتعة الحلال.
وليس الإحسان إلى المرأة قاصرًا على بذل المال بل بذل الإحسان والعشرة الحسنة، فقد أسعدها الإسلام بأن رخص للزوج أن يكذب ليرضيها كما ورد في الصحيحة بسند صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت: رخص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث: في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وقول الرجل لامرأته، وفي رواية: وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
{الصحيحة برقم (545)}
وزيادة في إكرام الإسلام للمرأة جعل إكرام زوجها لها أمارة على كريم أصله وخيريته، لما رواه الترمذي وغيره عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". وللترمذي عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم".
{الصحيحة برقمي: 285، 284}
وحتى في حالة انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق أسعد الإسلام المرأة فأمر الزوج بالسكنى لها والإنفاق عليها إذا كانت عليها الرجعة لما رواه النسائي عن فاطمة بنت قيس قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إنما النفقة والسكنُ للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرجعةُ". {الصحيحة برقم 1711}
وإذا لم تنقضِ العدة فهي زوجة وله أن يمسكها ويراجعها بمعروف وإذا انتهت العدة وزهد فيها واستمر على فراقها فليكن التسريح أيضًا بمعروف لقوله تعالى: وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا {البقرة: 231}.
للعلم منقول
أولا : لطول الموضوع سأقسمه على أجزاء حتى يتمكن الكل من قراءته
نبدأ بسم الله
الحمد للَّه الذي أنزل على عبده الكتاب تبيا نًا لكل شيء وهدى ورحمة للمسلمين، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه شرع فأحكم وهو أحكم الحاكمين، وصلاة وسلامًا على رسوله ونبيه الأمين.
لقد ظلم الجها ل ومن في قلوبهم مرض هذا الدين ظنًا منهم أنه ظلم المرأة في تشريعاته بأن أعطاها نصف نصيب الذكر، وسلط عليها الرجل فيما يسمى القوامة، وجعل شهادتها نصف شهادة الرجل ورماها بالنقص في العقل والدين، ولكن المنصف لهذا الدين الحنيف يرى أن المرأة هي أسعد الناس حظًا بهذا الدين في جميع مراحل عمرها منذ ولادتها، وعلى المسلمة أن تعي هذا وتفهمه حتى لا تظن سوءًا بدينها أو شرع ربها وهدي نبيها ونذكر فيما يلي من سطور حفاوة هذا الدين بالمرأة منذ نعومة أظفارها:
أولاً: وهي بنت صغيرة:
فقد رقق الإسلام قلوب الأبوين نحوها عليها وجعل الإحسان إليها سببًا للنجاة من النيران والفوز بالجنان، فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل شيئًا ثم قامت فخرجت وابنتاها فدخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار".
{مختصر مسلم برقم 1760}
وتوعد اللَّه سبحانه من أساء إليها بقتلها: وإذا الموءودة سئلت *بأي ذنب قتلت {التكوير: 8، 9}، يقول ابن كثير في تفسيرها: في يوم القيامة تسأل الموءودة: على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدًا لقاتلها فإنه إذا سُئل المظلوم فما ظن الظالم إذًا؟
وعن ابن عباس سئلت أي سألت أي طالبت بدمها. {ابن كثير (4-478)}.
ويقول الشوكاني: إن توجيه السؤال إليها لإظهار كمال الغيظ على قاتلها حتى كأنه لا يستحق أن يخاطب ويسأل عن ذلك، وفيه تبكيت لقاتلها وتوبيخ له شديد.
{فتح القدير (5-389)}
وتصحبها حفاوة الإسلام حتى تبلغ الحلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من عال جارتين حتى تبلغا الحلم، جاء يوم القيامة أنا وهو"، وضم أصابعه. {مختصر مسلم برقم (1761)}
وإذا مات عائلها فلها الميراث والنصيب المفروض والمستقل لقوله تعالى: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا {النساء:7}.
فكانت العرب تحرم النساء من الإرث حرمانًا مجمعًا عليه بينهم، فجاء الإسلام بهذا النص القاطع وأفرد نصيب النساء وجعله حقًا قائمًا بذاته وليس مدرجًا ضمن نصيب الرجل، فقال تعالى: وللنساء نصيب، وهذا النصيب للمرأة هو الجديد الذي جاء به الإسلام، فكان الرجل يرث قبل الإسلام وتحرم المرأة، فلما جاء الإسلام أعطاها نصف نصيب الرجل مهما كان صغرها فإذا كبرت وتزوجت أوجب نفقتها على زوجها وأوجب لها الصداق أيضًا فيصبح نصيبها من والديها احتياطيًا لها، فهي أسعد حظًا من أخيها الذي أخذ ضعفها لكن عليه صداق واجب لزوجته ونفقة واجبة لزوجته وأولاده، ومن ثم ظهرت حكمة الحكيم العليم في قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين {النساء:11}، وإذا كبرت وصلحت للزواج فالكرامة محفوظة والرأي معتبر عند تزويجها لما رواه أحمد عن الليث بن سعد وصححه الألباني قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "أشيروا على النساء في أنفسهن". فقال: إن البكر تستحي يا رسول اللَّه؟ قال: "الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صماتُها". {الصحيحة برقم (1459)}، وفي غير الإسلام تكون المرأة كقطعة متاع لا رأي ولا مشورة أو أنها سائبة لا ولي لها ولا قيم عليها، أما حظها في الإسلام فمشورة واعتبار لرأيها فلتحمد اللَّه أن رفعها من الضعة وأعزها من الذلة، وإذا لم يُقدر لها الزواج فهي أسعد حظًا من الرجل الذي لم يقدر له الزواج أيضًا لحديث عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عاد عبد اللَّه بن رواحة فقال: أتدري من شهداء أمتي؟ قالوا: قتلُ المسلم شهادة، قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل! قتل المسلم شهادة والطاعون شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة {يجرها ولدها بسرره إلى الجنة}، وفي رواية جابر بن عتيك: "والمرأة تموت بُجْمع شهيدة". ذكر الحديثين الألباني رحمه اللَّه في أحكام الجنائز وقال في المرأة الجمعاء هي التي تموت في بطنها ولد. وقيل: التي تموت بكرًا، والمعنى أنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة وقال: المراد هنا الحمل قطعًا.
{أحكام الجنائز للألباني (ص53، 54)}
فهذا حظ البنت؛ ترقيق للقلوب عليها وتخويف من إهدار حقوقها وبشارة بالجنة على الإحسان إليها وتجنيب لنصيبها من والديها وأقاربها ثم نيل الشهادة نصًا عند موتها بكرًا أو حاملاً.
ثانيًا: عندما تكون زوجة:
فهي بالإسلام أسعد الزوجين وبعيدة كل البعد عن الشقاء والكد لتحصيل المعاش وشاهد ذلك قوله تعالى: فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (117) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى
{طه: 17- 19}.
فالخارج من الجنة اثنان آدم وزوجه، أما الذي سيشقى واحد وهو آدم فعبر القرآن بقوله فتشقى ولم يقل فتشقيا كما قال يخرجنكما والشقاء هنا معناه تشقى في طلب رزقك وتحصيل ما لابد منه في المعاش كالحرث والزرع والرعي لأنه كان في عيش رغيد بلا كلفة ولا مشقة، ولذلك لما رأى موسى عليه السلام المرأتين خرجتا إلى سبيل من سبل الشقاء ورعاية المال أنكر عليهما بقوله: ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير {القصص: 23}، لقد ظهر له أن هناك ضرورة للخروج، لأن الأب شيخ كبير ولا يوجد من يرعى المال فخرجتا، وعند خروجهما تأدبتا بأدب الإسلام فلم يزاحما الرجال: لا نسقي حتى يصدر الرعاء، ولما تهيأ من يمكنه القيام بهذه الأعمال ليصون المال والنساء ظهرت فطرة الله في المرأة التي تحب القرار في البيت: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين {القصص:26}، فهو قوي على العمل الذي لا يناسبنا وأمين على المال مثلنا فقد حان وقت قرارنا في بيتنا، فهل عرفت المسلمة أين راحتها وسعادتها أفي الإسلام أم في مناهج الشيطان، ومن ثمرة الكد والتعب للزوج أمره الإسلام الحَفِيُّ بالمرأة أن ينفق عليها وله في هذا الإنفاق صدقة ليحضه على الإنفاق عليها بالمعروف لما رواه عمرو بن أمية قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة".
{البخاري في التاريخ 2-1-396 في الصحيحة (ص22) ج2}
وقد سعدت الزوجة بالإسلام فلم تورث كما كانت في الجاهلية بل تتزوج برضاها وتأخذ صداقها حيث قال تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا {النساء: 4}، ومن الأسرار في القرآن الكريم أن كلمة صدقاتهن قرئت في جميع القراءات العشر المتواترة بضم الدال ومفردها صدُقة وهي ما يدفعه الرجل لبضع المرأة دون غيرها من الناس ودون غيرها من النساء والصدقُة ملك خاص للمعقود عليها تتصرف فيه كيف تشاء دون أن تكون ملزمة بإنفاق أي شيء منه على تكوين منزل الزوجية أو الإنفاق فيه على الأسرة وبعض العلماء جعل الأمر في قوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن أمرًا لأولياء أمور الزوجات فهي تأخذ ويدها عليا وليس سفلى لأنها صاحبة حق حتى يمتلك الدافعُ له بُضعها ويستحلَ فرجها بخلاف الصدقات في قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها {التوبة: 6}، فالصدقات بفتح الدال تعطي للأصناف الثمانية المذكورة في الآية، والمعطي يده عليا والآخذ يده سفلى لكن الصدُقة وهي مهر المرأة يدفعها الزوج وتأخذها الزوجة فريضة على الزوج، أليست هي أسعد حظًا من الزوج؟ فهو يغرم وهي تغنم وكلاهما يستمتع المتعة الحلال.
وليس الإحسان إلى المرأة قاصرًا على بذل المال بل بذل الإحسان والعشرة الحسنة، فقد أسعدها الإسلام بأن رخص للزوج أن يكذب ليرضيها كما ورد في الصحيحة بسند صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت: رخص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث: في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وقول الرجل لامرأته، وفي رواية: وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
{الصحيحة برقم (545)}
وزيادة في إكرام الإسلام للمرأة جعل إكرام زوجها لها أمارة على كريم أصله وخيريته، لما رواه الترمذي وغيره عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". وللترمذي عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم".
{الصحيحة برقمي: 285، 284}
وحتى في حالة انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق أسعد الإسلام المرأة فأمر الزوج بالسكنى لها والإنفاق عليها إذا كانت عليها الرجعة لما رواه النسائي عن فاطمة بنت قيس قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إنما النفقة والسكنُ للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرجعةُ". {الصحيحة برقم 1711}
وإذا لم تنقضِ العدة فهي زوجة وله أن يمسكها ويراجعها بمعروف وإذا انتهت العدة وزهد فيها واستمر على فراقها فليكن التسريح أيضًا بمعروف لقوله تعالى: وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا {البقرة: 231}.
للعلم منقول
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
رد: المرأة فى الاسلام
وننحن كلنا شوق وفى انتظار باقى الاجزاء وتحياتى لك اخى الفاضل / محمد ونشكرك على مجهودك وبالتوفيق أن شاء الله
تابع المراة فى الاسلام ولها بقية
هذه حكمة الإسلام في
الأحكام
الخاصة بالمرأة
شريعة
الإسلام وإلا فالدمار
بسـم الله الرحمـــن الرحـيــــم
*******************************
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيـم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على رسل
الله أجمعين وأنبيائه الصادقين الطيبين وعلى سيدهـم وخاتمهم نبينا محمد الرسول
الأمين وعلى آله وأصحابه ومن أهتدي بهداه إلى يوم الدين...
وبعــد،،،
لمن أكتب هذه الرسالة:
-أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
أنا لا أخص بهـذه الرسالة أهل الإسلام الذي أنتمي إليهم، وإنما أكتبها إلى كل رجل
وامرأة في العالم أجمع، وأسأل الله أن ييسر لهذه الرسالة أن تبلغ كل أذن، وتقتحم
كل بصر، وأن يفقهها كل قلب..
والله لقد كتبتها مخلصاً لا أريد أجراً من أحد ولا ثناءاً من أحد، وإنما أردت أن
أنقل إلى أخواني في الإنسانية جميعاً على اختلاف أجناسهم وأديانهم طرفاً من
الرسالة العظيمة التي أرسل بها محمد بن عبد الله الرسول الخاتم من الله إلى الأرض
جميعاً، وخاصة ما يتعلق بالتشريعات التي شرعها الله للمرأة... وقد اخترت بالخصوص
ما يتعلق ببيان حكمة هذه التشريعات لأن عليها يتوقف سعادة الإنسان في الأرض وتحقيق
إنسانيته، ولأنها الأحكام التي استأثرت بالهجوم من أعداء الإنسانية، ومتبعي
الشهوات، وقصيري النظر الذين قضوا سعادة الإنسان على الأرض وأبدلوه شقاءاً
وضنكاً... وجعلوا من هجومهم على هذه التشريعات الربانية لصرف الناس عن الدين الحق
والصراط المستقيم، والسعادة في الدنيا والآخرة الذي جاء الرسول الخاتم لكل
الرسالات ليبشر به، ويدعوا الناس جميعاً إليه، طريقاً لهدم الإسلام والتنفير منه
محمد بن عبد الله هو رسول الله وهو خاتم رسل الله إلى أهل الأرض:
-أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
أعلموا أن رسول الله محمداً بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً
وصدقاً، والأدلة على صدقه كثيرة جداً لا ينكرها إلا كافر مكابر...
1- فإنه قد نشأ أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ومات كذلك، وعرف عند قومه جميعاً
بالصدق والأمانة، ولم يكن على علم بشيء من الدين، ولا الرسالات السابقة، ومكث على
هذا أربعين سنة من عمره،ثم إن الوحي قد جاء بهذا القرآن الذي بين أيدينا الآن، وقد
جاء هذا القرآن بمعظم أخبار الرسالات السابقة وقص أخبارها بأدق تفاصيلها كأنه
عايشها، وجاءت هذه الأخبار تماماً كما هو موجود في التوراة التي أنزلت على موسى،
والإنجيل الذي أنزل على عيسى... ولم يستطع اليهود ولا النصارى أن يكذبوه في شئ مما
قاله..
2- ثم إنه صلى الله عليه وسلم أخبر بكل ما سيحدث له، وما يكون لأمته من بعده من
نصر وتمكين، وإزالة لملك الجبابرة كسري وقيصر، وتمكين لدين الإسلام في الأرض،
وجاءت هذه الوقائع والأحداث كما أخبر به تماماً، وكأنه يقرأ الغيب في كتاب مفتوح.
3- ثم إنه أتى بهذا القرآن العربي الذي هو ذروة في البلاغة والبيان. وتحدى العرب
البلغاء والفصحاء الذين كذبوه أول الأمر أن يأتوا بسورة من مثل سوره. وقد عجز
هؤلاء البلغاء الفصحاء من وقتهم وإلى يومنا هذا أن يعارضوا القرآن. ولم يتجرأ أحد
إلى يومنا هذا أن يزعم أنه استطاع أن يؤلف كلاماً يساوي أو يقارب هذا القرآن
الكريم في نظمه وحلاوته ورونقه وبهائه.
4- ثم أن سيرة هذا النبي الكريم قد كانت مثالاً كاملاً للاستقامة والرحمة والشفقة،
والصدق، والشجاعة، والكرم، والبعد عن السفاسف والزهد في الدنيا والعمل للآخرة،
ومراقبة الله والخوف منه في كل حركاته وسكناته.
5- ولقد أوقع الله حبه العظيم في قلوب جميع من آمنوا به وصحبوه. حتى إن أحدهم كان
يفديه بنفسه وأمه وأبيه. وما زال الذين آمنوا به لليوم يعظمونه ويحبونه، ويتمنى
الواحد منهم أن يراه مرة واحدة ولو قَدَّمَ في سبيل ذلك أهله وماله..
6- ولم يحفظ التاريخ كله سيرة رجل في العالم كما حفظ سيرة هذا الرجل الذي هو أعظم
عظماء الأرض كلها، والتي لم تعرف الأرض كلها رجلاً يذكره المؤمنون في كل صباح
ومساء ويسلمون ويصلون عليه مرات عديدة كل يوم، وذلك بملء قلوبهم، ومحبة أنفسهم..
7- ولم يوجد رجل في الأرض كلها لا يزال المؤمنون يقتدون به في كل حركاته وسكناته
فينامون كما كان ينام، ويتطهرون كما كان يتطهر وضوءاً وغسلاً، ويلتزمون في طعامهم
وشرابهم وملبسهم، وحياتهم كلها بالتعاليم التي نشرها بينهم، والسيرة التي سار
عليها في حياته...
فالمؤمنون بهـذا النبي الكريم في كل جيل منذ وقته وإلى يومنا هذا يلتزمون تعاليم
هذا الرسول التزاماً كاملاً، حتى إن بعضهم ليتبع هذا النبي ويحب أن يقتدي به في
الأمور الخاصة التي لم يتعبدهم الله بهـا، كأن يحبوا نوع الطعام الذي كان يحبه هذا
الرسول، ويلبسوا نوع اللباس الذي كان يلبسها ؛ هذا فضلاً أن يكرروا الأذكار
والأوراد والأدعية التي كان يقولها في كل أعماله في اليوم والليلة كالسلام ودعاء
دخول المنزل والخروج منه، ودخول المسجد، والخروج منه، ودخول الخلاء والخروج منه،
والنوم واليقظة، ورؤية الهلال، ورؤية الفاكهة الجديدة، والذكر عند الطعام والشراب
واللباس والركوب، والسفر، والقدوم.. الخ.
هذا فضلاً على أنهم يؤدون كل عبادتهم من صلاة وصوم وزكاة وحج، كما علمهم هذا
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم... وكما كان يؤديها تماماً في كل حركاتها
وسكناتها حتى أدق تفصيلاتها.
وهذا جميعه يجعل المؤمنون به يعيشون حياتهم كلها وهذا الرسول الكريم هو أسوتهم
وقدوتهم، وكأنه ماثل أمامهم في كل حركاتهم وسكناتهم...
8- إنه لا يوجد ولم يوجد رجل في الأرض كلها نال هذا الحب والتكريم والتعظيم
والطاعة في الصغير والكبير كهذا النبي الكريم..
9- ولقد اتبع هذا النبي الكريم أناس من كافة الأجناس والألوان والشعوب، وفي كل
بقاع الأرض، وفي كل الزمن منـذ يومه وإلى يومنا هذا، وقد سبق لكثير من هؤلاء الذين
اتبعوا هذا النبي أن كانـوا نصارى، أو يهوداً، أو مشركين، أو وثنيين، أو لادينيين،
وقد كان منهم من أهل الرأي والحكمة والنظر والبصيرة الذين اتبعوا هذا النبي الكريم
بعد أن شاهدوا آيات صدقه، ودلائل معجزاته ولم يكن إتباعه إكراها أو جبراً أو
تقليداً للآباء والأمهات.
بل إن كثيراً من أتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم قد اتبعوه في وقت ضعف الإسلام
وقلة المسلمين، وكثرة الاضطهاد لأتباعه في الأرض، ولم يكن إتباع معظم الناس لهذا
النبي لأنهم سيحصلون من وراء ذلك على منافع مادية عاجلة، بل أن كثيراً منهم قد
تعرض لأقسى أنواع الأذى والاضطهاد لإتباعه دين هذا النبي، ومع ذلك لم يردهم ذلك عن
دينه.
إن كل هـذا أيها الأخوة يدل دلالة واضحة لكل ذي عقل على أن هذا النبي كان رسول
الله حقاً، ولم يكن رجلاً ادعى النبوة أو قال على الله بغير علم...
10- هذا فضلاً على أنه أتى بدين عظيم في بنائه العقائدي والتشريعي: فإنه وصف الله
بما لا يستطع كل الفلاسفة والحكماء أن يأتوا بوصفٍ لله ينزهونه به كما أخبر به هذا
النبي عن الله سبحانه وتعالى بل لا يمكن أن يتصور عقل للبشر أن يصل إلى وصفٍ
موجودٍ في كمال القدرة والعلـم والعظمة والهيمنة على الخلق والإحاطة بكل صغيرة
وكبيرة في الكون، هذا مع الرحمة الكاملة، كما جاء وصفُ الله على لسان هذا النبي
صلى الله عليه وسلم..
وليس في مقدور أحد من البشر أن يضع تشريعاً كاملاً لكل أعمال الإنسان في الأرض
يقوم على العدل والقسطاس، والرحمة، والإنصاف كالتشريع الذي جاء به هذا النبي لكل
عمل الإنسان في بيعه وشرائه، وزواجه وطلاقه، وإجارته، وشهادته، وكفالته... وفي
جميع العقود التي لا بد منها لقيام الحياة والعمران في الأرض.
11- ويستحيل أن يكتب إنسان في الحكمة والخلق والأدب وسمو النفس وعلوها، كما جاء به
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقد نشر تعليماً للأخلاق والآداب مع الوالدين
والأرحام والأصدقاء، والأهل والناس، والحيوان والنبات، والجماد بصورة شاملة كاملة
يستحيل أن يدركها عقل بشر يفكر بمفرده ويأتي بمثل هذه التعاليم..
وكل ذلك مما يـدل دلالة قاطعة أن هذا الرسول لم يأت بهذا كله من عند نفسه وإنما
كان تعليماً ووحياً ممن خلق الأرض والسموات العلا وخلق هذا الكون العجيب في بنائه
وإحكامه...
12- إن البناء التشريعي والعقائدي للدين الذي جاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
يشبه البناء الهندسي البديع للسموات والأرض وكل ذلك يدل على أن من خلق السموات
والأرض هو الذي أنزل هذا التشريع العظيم والدين القويم…
إن درجة الإعجاز في التشريع الإلهي المنزل على محمد كدرجة الإعجاز في الخلق الإلهي
للسموات والأرض... فكمـا أن البشر لا يستطيعون خلق هذا الكون فكذلك البشر لا
يستطيعون الإتيان بتشريع كتشريع الله الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله
عليه وسلم.
وكما أن كل شئ في موضعه الصحيح في الخلق: فالشمس في مكانها الصحيح، ولو تقدمت
إلينا قليلاً لاحترقنا، ولو تأخرت عنا بعيداً لتجمدنا..
والهـواء في ميزانه الصحيح من حيث الأوكسجين وبقية العناصر، والماء في موضعه
الصحيح من الأرض كماً وكيفاً وتوزيعاً، والرياح في مساراتها الصحيحة.
فإن تشريع الله أنزل على محمد في كل جزء منه في مكانه الصحيح من حيث ما يجب أن
يكون عليه عمل الإنسان وكل زيادة أو حذف أو اشتراط أو إلغاء هو عبث وتخريب وتدمير
لبنائه المعجز.
آية واحدة من القرآن تكفل السعادة للبشر جميعاً لو التزموها:
أيها الأخوة والأخوات في كل
مكان...
يقول الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة،
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
تابع المراة فى الاسلام ولها بقية
فهذا نداء من الله سبحانه وتعالى للناس جميعـاً على اختلاف
اعتقاداتهم ودياناتهم يدعوهم الربُّ سبحانه وتعالى خالقُهم أن يتقوه جل وعلا. وأن
يعلموا أنهم جميعاً قد خلقهم الرب جل وعلا من نفس واحدة، وهو آدم أبو البشـر صلى
الله عليه وسلم. ومن آدم خلق الله زوجهُ وهي حواء. وقد جاء على لسان الصادق
المصدوق خاتم الرسل والأنبياء أن الله أخذ ضلعاً من أضلاع آدم فخلق منه زوجه حواء،
ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل البشر جميعاً من نسل آدم وحواء.. باجتماع كل من
الذكر والأنثى.. إلا عيسى عليـه الصلاة والسلام الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من
مريم العذراء البتول دون أب وإنما بكلمة الله ونفخة الملك...
وبعد أن أعلمنا الرب سبحانه وتعالى أنه خلقنا جميعاً من نفس واحدة وأمرنا أن نخافه
فإنه سبحانه وتعالى أمرنا أمراً ثانياً بمخافته وتقواه، وحذرنا من الرحم أن
نقطعها...
(والرحم) هي منبت الولد، وقد اشتق الله لهذا العضو اسماً من أسمائه فالله
(الرحمن)، وهذا العضو هو (الرحم) وذلك ليدعونا جل وعلا أن يرحـم بعضنا بعضاً،
وبالأخص من يلتقون عند (رحم واحدة) فأرحم الرحم هي الأم لأن ابنها نشأ ونبت في
(رحمها) وبعدها الأب لأن بذرته هي التي كونت الجنين في رحم الأم وبعدهما الأخوة
الأشقاء لأنهم يلتقون في رحم واحدة نشئوا فيها؛ من أب واحد كانت بذرتهم، ثم الأخوة
لأم لأنهم يشتركون في رحم واحدة، وإن كان آباؤهم شتى، ثم الأخوة لأب وهكذا...
وهذا التراحم بين البشر جميعاً هو الذي يميزهم عن سائر الحيوانات، فسائر البشر يلتقون
في رحم واحدة بعيدة فجميعهم من (رحم حواء)، ثم في أرحام قريبة كالأخوة. وهذا
التراحم هو أعظم ما ميز الله به الإنسان عن سائر حيوانات الأرض، وليس العقل وحده
وتدبير المعاش هو ما يميز الإنسان عن الحيوان.
فإن ديدان الأرض وزواحفها، ووحوشها، وطيورها.. قد علم كل منهم كيف يدبر عيشَهُ،
ويدّخر قوتهُ، ويحتضن فراخه، ويربي أولاده، ويبلغ بحِيلتِهِ نهاية عمره إلا ما
يكتنفه من الأحداث...
ثم إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في هذه الآية التي أنزلت على آخر رسله وهو نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم أنه رقيب علينا جميعاً. ومن معاني مراقبته أنه يعلم كل
خافية منا، وما نفعله ليلاً ونهاراً، سراً وجهراً، بل ما يجـول في خواطرنا وما
تخفيه قلوبنا، وهو في كل لحظة ناظر إلينا لا نغيب عن عينه التي لا تنـام، ومطلع
على أسرارنا، وسامع لكلامنا ومُحصٍ لأفعالنا.
وقد وضع لنا النظام والقانون والتشريع الذي يجب علينا أن نسلكه في كل شئوننا.
وأنزل ذلك في كل جيل وقبيل على ألسنة الرسل والأنبياء، الذين أرسلهم إلى الناس في
كل العهود بدءاً بآدم عليه السلام الذي كان نبيـاً كَلَّمّهُ الله، وختاماً بمحمد
عليه الصلاة والسلام الذي كان رسولاً نبياً إلى الناس كافة من وقت أن ابتعثه الله،
وحتى تقوم الساعة وتنتهي هذه السموات والأرض.
وعلى أساس من هذا القانون والتشريع والنظام الذي أنزله سيحاسبنا الله سبحانه
وتعالى بمقتضاه على كل أعمالنا: هل وافقت الحق ووقعت كما أمرنا الله به وشرعه لنا؟
أم أننا سرنا في هذه الحياة بحسب أهوائنا وشهواتنا وما نشرعه لأنفسنا، ونخترعه
بعقولنا؟
مساواة الرجل والمرأة في درجات
الدين:
- أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
إن تشريع الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم جاء ليعلن أن المرأة إنسان مكلف كالرجل تماماً، هي مكلفة بكل درجات الدين: من
الإسلام والإيمان والإحسـان. فإنه يجب عليها أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله، تقيم الصلاة وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، تحج البيت إن استطاعت إليه
سبيلاً، وعليها كذلك أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن
بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وهذه هي أصول الإيمان والإسلام، وعليها كذلك أن
تعبد الله كأنها تراه، وتعتقد أنه يراها على كل أحولها، وفي كل خلواتها، وأنه مطلع
على سرها وجهرها..
وهذه درجـات الدين الثلاث (الإسلام، والإيمان، الإحسان) قد أمرت بها المرأة، كما
أمر الرجل تماماً...
وهـي كذلك مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد بالكلمة الطيبة،
والامتثال بكل الأخلاق الكريمة من الصدق، والأمانة، والشجاعة والحياء، وعزة النفس،
وهي كذلك مأمورة بوجوب الثبات على الدين، وعدم التفريط في الإيمان، ولا يجوز لها
أن تشرح صدرها بكلمة الكفر تحت أي ضغط أو إكراه فهي داخلة تحت قوله تعالى: {من كفر
بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً
فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} (النحل/106).
ولا شك أن الإسلام عندما كلف المرأة بكل هذه التكاليف وسوى بينهما وبين الرجل في
كل ذلك إنما أراد لها التكريم وبلوغ أعلى درجات الإحسان والكمال، وذلك أن التكليف
من الله تشريف، فالصـلاة تكريم ورفعة للعبد، والصوم كذلك، والتزام صراط الله
المستقيم وآداب الإسلام العظيم لاشك أن هذا جميعه من التكريم وليس من الإهانة كما
قد يظنه الجاهل بالله المتبع لهواه الذي يظن أن الإنسان الكافر بالله الذي لا يحمل
أمانة التكليف، ولا يقوم بما أوجبه الله عليه أعلى قدراً من المؤمن الملتزم بأحكام
التكليف... هذا من الجهل والتسوية بين الإنسان والحيـوان، فالإنسان مخلوق خلقه
الله ليبتليه ويكلفه بأداء الحقوق نحو الله سبحانه وتعالى ونحـو عباده...
وأما الحيوان فمخلوق غير مكلف... فمن جعل الإنسان الذي لا يقوم بما أوجبه الله
عليه مساوياً لمن يقوم بما أوجبه الله عليه، كمن سوى بين الإنسان والحيوان.. ولذلك
قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون} (القلم/36)...
وقال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم
أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم
الغافلون} (الأعراف/179).
فالكافر بالله مجرم لأنه لم يعرف إلهه وخالقه ومولاه وربه، والذي خلق الكون الذي
يعيش فيه، والكافر يتمتع بما أنعم الله عليه وينسى المنعم المتفضل... وأما المؤمن
فإنه العبد المكرم الذي عرف ربه وإلهه وخالقه، وقام بما أوجبه الله عليه، وسار في
الطريق الذي رسمه الله له.
حكمة
الإسلام في التكاليف الخاصة بالمرأة:
***************************************
1- وضع المرأة واكتساب الرزق عن
المرأة:
رفـع الله سبحانه وتعالى عن المرأة التكليف بالسعي لاكتساب الرزق، وجعل هذا
التكليف خاصـاً بالرجل وحده.. وأمره بكفالة المرأة في كل أطوار حياتها... فإذا
كانت الأنثى ابنةً كانت كفالتها على أبيها، ولا تسقط هذه الكفالة إلا بالزواج أو
الموت، ولا تنتهي عند سن محددة، كما هو في تشريـع الجاهلين من الذين يحكمون
أهواءهم وعقولهم القاصرة... وإذا كانت الأنثى زوجةً، فإن كفالتها على الزوج طالما
هي في عصمته، بموجب عقد الزواج..
وإذا كانت أختاً فكفالتها على الأخ الذي يقوم مقام الوالد عند فقده، ثم من ترثه
ويرثها...
ثم جماعــة المسلمين؛ فإن كفالة المرأة المحتاجة فرض من فروض الكفايات إذا لم يقم
به أحد من الأمــة أثموا جميعاً...
ثم إن الإسـلام أسقط عن المرأة أن تكفل غيرها حتى مع غناها. فلا يجب عليهـا
الإنفاق على ولدها في وجـــود الزوج، ولا على أصولها إلا من باب البر والإحسان
والصلة، ولا تكلف لأن تعمل لتنفق على نفسها أو ولدها...
ورفع التكليف بالعمل لاكتساب الـرزق عن المرأة إنما هو لصيانتها عن الامتهان، فإن
كثيراً من الأعمال التي يُطلب بها الرزق امتهان وشدة، وكذلك صيانة لها من الفتنة،
والاختلاط بالرجال... ولأن هذا من التخصص الذي جعله الله من سنن الخلق...
ولو كلفت المرأة إلى جوار وظائفها الفطرية بالحمل والولادة والإرضاع، وكلفت أيضاً
بالعمل لاكتسـاب الرزق لكان هذا تكليف ما لا يطاق، ولكان هذا ظلماً للمرأة، أو أن
يكون العمل على حسـاب وظائفـها الفطرية من الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا
ما هو ما حادث عند جميع الأمم التي انحرفت عن فطرة الله في الخلق..
لقد رضي الرجال بذلك في هذه المجتمعات الجاهلية، لأن ذلك يحقق لهم مزيداً من
الاستمتاع بالمـرأة، ويسقط عنهم جانباً من التبعات في الإنفاق والعمل، ولا شك أن
ذلك من أنانية الرجل، وللأسف أن كثيراً من النساء رضين بذلك، أعني الجمع بين العمل
خارج المنزل للـرزق، والوظيفة الفطرية في الحمل والولادة والإرضاع وذلك من أجل
اللهو والظهور لا أنه فعلاً قيمة إنسانية أو خلقية بل وعمل المرأة للرزق ليس قيمة
في الكسب والرواج الاقتصادي كما يُدَّعى...
إذ الصحيح أن مزاحمـة المرأة للرجل في العمل خارج المنزل كان وما زال من أسباب
الركود الاقتصادي والبطالة، والمزيد من الاستهلاك الفارغ في أدوات التجميل،
والزينة واللباس والعطور التي أصبحت من لوازم المرأة العاملة خارج منزلها...
ثم إن كل امرأة تعمل خارج المنزل هي تتسبب غالباً في حرمان فرصة عمل لرجل يمكن أن
يقوم مقامها... وهذا من أسباب البطالة..
ثم إن الرجل الذي أخذ مكان المرأة في المنزل لا يمكن أن يقوم بوظائفها الفطرية...
وإننا نقـول ما هي القيمة الاقتصادية أو الأخلاقية، أو الاجتماعية في عمل المرأة
في المصـانع، والجيوش، وتنظيف الشوارع، والمطارات، وصيانة القطارات، وتنظيف
المراحيض العامة، والحراسة، وقيادة سيارات التاكسي، وسائر ما تمتهن به المرأة في
الدول التي تعيش للدنيا فقط ولا تفكر في اليوم الآخر.
إن هذا كله من الحياة الضنك التي هدد الله بها من يبتعد عن طريقه، قال تعالى: {ومن
أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} (طه/124-125).
2- أهلية المرأة للتملك والكسب
والإنفاق:
ومع أن الإسلام لم يوجب العمل على المرأة لاكتساب الرزق، وجعلها مكفولة في جميع
مراحل حياتها، فإن تشريع الإسلام أعطى المرأة حق الملكية والتصرف دون ولاية أب أو
زوج أو غيره ما دام أنها بالغة راشدة... فلها الحق في التملك لكل أنواع الأموال،
وللبيع والشراء، والهبة والصدقة، وكل نواحي الإنفاق، ما دام أنه في مالها وكسبها،
دون إسراف أو تبذير... أما إذا كانت سفيهة فإن الإسلام يساوي في الحجر على السفيه
بين الرجل والمرأة.
وقد أعطى الإسلام للمرأة حق التملك والتصرف لتكون بهذا إنساناً كامل الأهلية، لها
أن تتصرف في مالها، وجعـل لها من مصادر الكسب الخاص المهر والميراث والهبة، وكل
وسيلة مشروعة للكسب.
3- الحكمة في إعطاء المرأة نصف
نصيب الرجل من الميراث:
ولما كانت المرأة في تشريع الإسلام لا تجب عليها نفقة لا على نفسها ولا على غيرها،
فإن التشريع أعطاها نصف ما يأخذ الذكر في الميراث نظراً لرفع وجوب النفقة عنها،
وجبراً للرجل الذي أصبح العمل معقوداً برأسه... والإنفاق واجباً عليه وحده.
وخالف الإسـلام في هذا سنة الجاهلية التي كانت تحرم المرأة من الميراث بالكلية
لأنها لا تنفق على غيرها، ولا تحارب عدواً... ونزل قول الله تبارك وتعالى في
القرآن الكريم: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك
الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً} (النساء/7).
ولا شك أن من يدعي ظلم الإسلام للمرأة لأنه أعطاها نصف الرجل في الميراث جاهل
بتوزيع الحقوق والواجبات في الشريعة المطهرة العادلة {أفحكم الجاهلية يبغون ومن
أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} (المائدة/50).
4- الإسلام وقوانين العفة:
تشريع الإسلام يهدف إلى الحفاظ على الضرورات الست التي لا سعادة للإنسان، ولا حياة
طيبة على الأرض إلا بالحفاظ عليها، وهذه الضرورات هي: الدين، والنفس، والعقل،
والنسل، والمال، والعرض.
وقد شرع الإسلام من التشريعات العظيمة ما يكون به الحفاظ على كل ضرورة من هذه
الضرورات الست.
ويهمنا هنـا في معرض بيان حكمة الإسلام في تشريعه الخاص بالمرأة أن تبين أثر ذلك
الحفاظ على الضرورات الست، وخاصة الحفاظ على طهارة النسل، وصحة النسب.
اعتقاداتهم ودياناتهم يدعوهم الربُّ سبحانه وتعالى خالقُهم أن يتقوه جل وعلا. وأن
يعلموا أنهم جميعاً قد خلقهم الرب جل وعلا من نفس واحدة، وهو آدم أبو البشـر صلى
الله عليه وسلم. ومن آدم خلق الله زوجهُ وهي حواء. وقد جاء على لسان الصادق
المصدوق خاتم الرسل والأنبياء أن الله أخذ ضلعاً من أضلاع آدم فخلق منه زوجه حواء،
ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل البشر جميعاً من نسل آدم وحواء.. باجتماع كل من
الذكر والأنثى.. إلا عيسى عليـه الصلاة والسلام الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من
مريم العذراء البتول دون أب وإنما بكلمة الله ونفخة الملك...
وبعد أن أعلمنا الرب سبحانه وتعالى أنه خلقنا جميعاً من نفس واحدة وأمرنا أن نخافه
فإنه سبحانه وتعالى أمرنا أمراً ثانياً بمخافته وتقواه، وحذرنا من الرحم أن
نقطعها...
(والرحم) هي منبت الولد، وقد اشتق الله لهذا العضو اسماً من أسمائه فالله
(الرحمن)، وهذا العضو هو (الرحم) وذلك ليدعونا جل وعلا أن يرحـم بعضنا بعضاً،
وبالأخص من يلتقون عند (رحم واحدة) فأرحم الرحم هي الأم لأن ابنها نشأ ونبت في
(رحمها) وبعدها الأب لأن بذرته هي التي كونت الجنين في رحم الأم وبعدهما الأخوة
الأشقاء لأنهم يلتقون في رحم واحدة نشئوا فيها؛ من أب واحد كانت بذرتهم، ثم الأخوة
لأم لأنهم يشتركون في رحم واحدة، وإن كان آباؤهم شتى، ثم الأخوة لأب وهكذا...
وهذا التراحم بين البشر جميعاً هو الذي يميزهم عن سائر الحيوانات، فسائر البشر يلتقون
في رحم واحدة بعيدة فجميعهم من (رحم حواء)، ثم في أرحام قريبة كالأخوة. وهذا
التراحم هو أعظم ما ميز الله به الإنسان عن سائر حيوانات الأرض، وليس العقل وحده
وتدبير المعاش هو ما يميز الإنسان عن الحيوان.
فإن ديدان الأرض وزواحفها، ووحوشها، وطيورها.. قد علم كل منهم كيف يدبر عيشَهُ،
ويدّخر قوتهُ، ويحتضن فراخه، ويربي أولاده، ويبلغ بحِيلتِهِ نهاية عمره إلا ما
يكتنفه من الأحداث...
ثم إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في هذه الآية التي أنزلت على آخر رسله وهو نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم أنه رقيب علينا جميعاً. ومن معاني مراقبته أنه يعلم كل
خافية منا، وما نفعله ليلاً ونهاراً، سراً وجهراً، بل ما يجـول في خواطرنا وما
تخفيه قلوبنا، وهو في كل لحظة ناظر إلينا لا نغيب عن عينه التي لا تنـام، ومطلع
على أسرارنا، وسامع لكلامنا ومُحصٍ لأفعالنا.
وقد وضع لنا النظام والقانون والتشريع الذي يجب علينا أن نسلكه في كل شئوننا.
وأنزل ذلك في كل جيل وقبيل على ألسنة الرسل والأنبياء، الذين أرسلهم إلى الناس في
كل العهود بدءاً بآدم عليه السلام الذي كان نبيـاً كَلَّمّهُ الله، وختاماً بمحمد
عليه الصلاة والسلام الذي كان رسولاً نبياً إلى الناس كافة من وقت أن ابتعثه الله،
وحتى تقوم الساعة وتنتهي هذه السموات والأرض.
وعلى أساس من هذا القانون والتشريع والنظام الذي أنزله سيحاسبنا الله سبحانه
وتعالى بمقتضاه على كل أعمالنا: هل وافقت الحق ووقعت كما أمرنا الله به وشرعه لنا؟
أم أننا سرنا في هذه الحياة بحسب أهوائنا وشهواتنا وما نشرعه لأنفسنا، ونخترعه
بعقولنا؟
مساواة الرجل والمرأة في درجات
الدين:
- أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
إن تشريع الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم جاء ليعلن أن المرأة إنسان مكلف كالرجل تماماً، هي مكلفة بكل درجات الدين: من
الإسلام والإيمان والإحسـان. فإنه يجب عليها أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله، تقيم الصلاة وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، تحج البيت إن استطاعت إليه
سبيلاً، وعليها كذلك أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن
بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وهذه هي أصول الإيمان والإسلام، وعليها كذلك أن
تعبد الله كأنها تراه، وتعتقد أنه يراها على كل أحولها، وفي كل خلواتها، وأنه مطلع
على سرها وجهرها..
وهذه درجـات الدين الثلاث (الإسلام، والإيمان، الإحسان) قد أمرت بها المرأة، كما
أمر الرجل تماماً...
وهـي كذلك مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد بالكلمة الطيبة،
والامتثال بكل الأخلاق الكريمة من الصدق، والأمانة، والشجاعة والحياء، وعزة النفس،
وهي كذلك مأمورة بوجوب الثبات على الدين، وعدم التفريط في الإيمان، ولا يجوز لها
أن تشرح صدرها بكلمة الكفر تحت أي ضغط أو إكراه فهي داخلة تحت قوله تعالى: {من كفر
بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً
فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} (النحل/106).
ولا شك أن الإسلام عندما كلف المرأة بكل هذه التكاليف وسوى بينهما وبين الرجل في
كل ذلك إنما أراد لها التكريم وبلوغ أعلى درجات الإحسان والكمال، وذلك أن التكليف
من الله تشريف، فالصـلاة تكريم ورفعة للعبد، والصوم كذلك، والتزام صراط الله
المستقيم وآداب الإسلام العظيم لاشك أن هذا جميعه من التكريم وليس من الإهانة كما
قد يظنه الجاهل بالله المتبع لهواه الذي يظن أن الإنسان الكافر بالله الذي لا يحمل
أمانة التكليف، ولا يقوم بما أوجبه الله عليه أعلى قدراً من المؤمن الملتزم بأحكام
التكليف... هذا من الجهل والتسوية بين الإنسان والحيـوان، فالإنسان مخلوق خلقه
الله ليبتليه ويكلفه بأداء الحقوق نحو الله سبحانه وتعالى ونحـو عباده...
وأما الحيوان فمخلوق غير مكلف... فمن جعل الإنسان الذي لا يقوم بما أوجبه الله
عليه مساوياً لمن يقوم بما أوجبه الله عليه، كمن سوى بين الإنسان والحيوان.. ولذلك
قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون} (القلم/36)...
وقال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم
أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم
الغافلون} (الأعراف/179).
فالكافر بالله مجرم لأنه لم يعرف إلهه وخالقه ومولاه وربه، والذي خلق الكون الذي
يعيش فيه، والكافر يتمتع بما أنعم الله عليه وينسى المنعم المتفضل... وأما المؤمن
فإنه العبد المكرم الذي عرف ربه وإلهه وخالقه، وقام بما أوجبه الله عليه، وسار في
الطريق الذي رسمه الله له.
حكمة
الإسلام في التكاليف الخاصة بالمرأة:
***************************************
1- وضع المرأة واكتساب الرزق عن
المرأة:
رفـع الله سبحانه وتعالى عن المرأة التكليف بالسعي لاكتساب الرزق، وجعل هذا
التكليف خاصـاً بالرجل وحده.. وأمره بكفالة المرأة في كل أطوار حياتها... فإذا
كانت الأنثى ابنةً كانت كفالتها على أبيها، ولا تسقط هذه الكفالة إلا بالزواج أو
الموت، ولا تنتهي عند سن محددة، كما هو في تشريـع الجاهلين من الذين يحكمون
أهواءهم وعقولهم القاصرة... وإذا كانت الأنثى زوجةً، فإن كفالتها على الزوج طالما
هي في عصمته، بموجب عقد الزواج..
وإذا كانت أختاً فكفالتها على الأخ الذي يقوم مقام الوالد عند فقده، ثم من ترثه
ويرثها...
ثم جماعــة المسلمين؛ فإن كفالة المرأة المحتاجة فرض من فروض الكفايات إذا لم يقم
به أحد من الأمــة أثموا جميعاً...
ثم إن الإسـلام أسقط عن المرأة أن تكفل غيرها حتى مع غناها. فلا يجب عليهـا
الإنفاق على ولدها في وجـــود الزوج، ولا على أصولها إلا من باب البر والإحسان
والصلة، ولا تكلف لأن تعمل لتنفق على نفسها أو ولدها...
ورفع التكليف بالعمل لاكتساب الـرزق عن المرأة إنما هو لصيانتها عن الامتهان، فإن
كثيراً من الأعمال التي يُطلب بها الرزق امتهان وشدة، وكذلك صيانة لها من الفتنة،
والاختلاط بالرجال... ولأن هذا من التخصص الذي جعله الله من سنن الخلق...
ولو كلفت المرأة إلى جوار وظائفها الفطرية بالحمل والولادة والإرضاع، وكلفت أيضاً
بالعمل لاكتسـاب الرزق لكان هذا تكليف ما لا يطاق، ولكان هذا ظلماً للمرأة، أو أن
يكون العمل على حسـاب وظائفـها الفطرية من الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا
ما هو ما حادث عند جميع الأمم التي انحرفت عن فطرة الله في الخلق..
لقد رضي الرجال بذلك في هذه المجتمعات الجاهلية، لأن ذلك يحقق لهم مزيداً من
الاستمتاع بالمـرأة، ويسقط عنهم جانباً من التبعات في الإنفاق والعمل، ولا شك أن
ذلك من أنانية الرجل، وللأسف أن كثيراً من النساء رضين بذلك، أعني الجمع بين العمل
خارج المنزل للـرزق، والوظيفة الفطرية في الحمل والولادة والإرضاع وذلك من أجل
اللهو والظهور لا أنه فعلاً قيمة إنسانية أو خلقية بل وعمل المرأة للرزق ليس قيمة
في الكسب والرواج الاقتصادي كما يُدَّعى...
إذ الصحيح أن مزاحمـة المرأة للرجل في العمل خارج المنزل كان وما زال من أسباب
الركود الاقتصادي والبطالة، والمزيد من الاستهلاك الفارغ في أدوات التجميل،
والزينة واللباس والعطور التي أصبحت من لوازم المرأة العاملة خارج منزلها...
ثم إن كل امرأة تعمل خارج المنزل هي تتسبب غالباً في حرمان فرصة عمل لرجل يمكن أن
يقوم مقامها... وهذا من أسباب البطالة..
ثم إن الرجل الذي أخذ مكان المرأة في المنزل لا يمكن أن يقوم بوظائفها الفطرية...
وإننا نقـول ما هي القيمة الاقتصادية أو الأخلاقية، أو الاجتماعية في عمل المرأة
في المصـانع، والجيوش، وتنظيف الشوارع، والمطارات، وصيانة القطارات، وتنظيف
المراحيض العامة، والحراسة، وقيادة سيارات التاكسي، وسائر ما تمتهن به المرأة في
الدول التي تعيش للدنيا فقط ولا تفكر في اليوم الآخر.
إن هذا كله من الحياة الضنك التي هدد الله بها من يبتعد عن طريقه، قال تعالى: {ومن
أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} (طه/124-125).
2- أهلية المرأة للتملك والكسب
والإنفاق:
ومع أن الإسلام لم يوجب العمل على المرأة لاكتساب الرزق، وجعلها مكفولة في جميع
مراحل حياتها، فإن تشريع الإسلام أعطى المرأة حق الملكية والتصرف دون ولاية أب أو
زوج أو غيره ما دام أنها بالغة راشدة... فلها الحق في التملك لكل أنواع الأموال،
وللبيع والشراء، والهبة والصدقة، وكل نواحي الإنفاق، ما دام أنه في مالها وكسبها،
دون إسراف أو تبذير... أما إذا كانت سفيهة فإن الإسلام يساوي في الحجر على السفيه
بين الرجل والمرأة.
وقد أعطى الإسلام للمرأة حق التملك والتصرف لتكون بهذا إنساناً كامل الأهلية، لها
أن تتصرف في مالها، وجعـل لها من مصادر الكسب الخاص المهر والميراث والهبة، وكل
وسيلة مشروعة للكسب.
3- الحكمة في إعطاء المرأة نصف
نصيب الرجل من الميراث:
ولما كانت المرأة في تشريع الإسلام لا تجب عليها نفقة لا على نفسها ولا على غيرها،
فإن التشريع أعطاها نصف ما يأخذ الذكر في الميراث نظراً لرفع وجوب النفقة عنها،
وجبراً للرجل الذي أصبح العمل معقوداً برأسه... والإنفاق واجباً عليه وحده.
وخالف الإسـلام في هذا سنة الجاهلية التي كانت تحرم المرأة من الميراث بالكلية
لأنها لا تنفق على غيرها، ولا تحارب عدواً... ونزل قول الله تبارك وتعالى في
القرآن الكريم: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك
الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً} (النساء/7).
ولا شك أن من يدعي ظلم الإسلام للمرأة لأنه أعطاها نصف الرجل في الميراث جاهل
بتوزيع الحقوق والواجبات في الشريعة المطهرة العادلة {أفحكم الجاهلية يبغون ومن
أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} (المائدة/50).
4- الإسلام وقوانين العفة:
تشريع الإسلام يهدف إلى الحفاظ على الضرورات الست التي لا سعادة للإنسان، ولا حياة
طيبة على الأرض إلا بالحفاظ عليها، وهذه الضرورات هي: الدين، والنفس، والعقل،
والنسل، والمال، والعرض.
وقد شرع الإسلام من التشريعات العظيمة ما يكون به الحفاظ على كل ضرورة من هذه
الضرورات الست.
ويهمنا هنـا في معرض بيان حكمة الإسلام في تشريعه الخاص بالمرأة أن تبين أثر ذلك
الحفاظ على الضرورات الست، وخاصة الحفاظ على طهارة النسل، وصحة النسب.
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
تابع المراة فى الاسلام ولها بقية
الحفاظ على طهارة النسل وصحة النسب:
فالحفاظ على طهارة النسل هو أحد الضرورات الست التي لا سعادة ولا بقاء للبشر دون
الحفاظ عليها.
والمقصود بالنسل: الذرية، والمقصود بالنسب، نسبة الإنسان إلى آبائه، ومعرفة أمه
على التحديد، وحفظ دائرة الأقارب والأرحام.
والنسب: هو ما يميز الإنسان في الأرض عن سائر حيوانها.
ومن أجل الحفاظ على النسب:
أ- حـرم الإسلام على الرجل أن يتزوج أمه وابنته وأخته وعمته وخالته وابنة أخته،
وأم زوجتـه، وابنة زوجته -إن كان قد دخل بأمها- ونظائـر هؤلاء النسوة أيضاً من
الرضاع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب]
(متفق عليه).
وكانت الغاية من تحريم الزواج بهؤلاء النسوة هو الحفاظ على النسب، ودائرة الأرحام،
وتعويد الإنسان أن يكون حوله مجموعة من النساء لا يشعر نحوهن بشعور الشهوة، واللذة
الجسدية والامتلاك، وإنما يشعر نحوهن بشعور المودة، والمحبة العاطفية، والرحمة
والتقدير.. فالمشاعر التي يجب أن تكون بين الرجل وهؤلاء النسوة يجب أن تكون غير
المشاعر التي يشعر بها الرجل نحو المرأة الأجنبية، والتي يمكن أن يتزوجها أو
يواقعها.
ومقابل ذلك حرم على المرأة أن تتزوج أباها وابنها، أو أخاها، أو عمها أو خالها، أو
ابن أخيها، أو ابن أختها، أو والد زوجها، وابن زوجها، وكذلك نظراء هؤلاء من الرضاع
لتشعر المرأة نحو هؤلاء الرجال بشعور القرابة والمحبة التي ليس فيها شهوة جنسية.
ب- ومن أجل الحفاظ على النسب ودائرة الأرحام نقية وطاهرة أمر الإسلام بإعلان
النكاح، وتوثيقه والاشهاد عليه حتى يفترق عن الزنا. وصان الإسلام كرامة المرأة من
أن تفاوض الرجل على نفسها كما تفعل الزانية، فأوجب على وليها أن يباشر هو عقد
النكاح عن موليته (ابنته أو أخته.. الخ).
فالمرأة لا يعقد لها عقد نكاح إلا أقرب الرجال إليها صوناً لكرامتها، وحفاظاً على
حيائها ورقتها...
ج- ولما كان الزنا هو الآفة التي تقضي على طهارة النسل، وصحة النسب فإن الإسلام
الطاهر الطيب الذي هو تشريع الله الحكيم الحميد قد أوصد جميع الأبواب إلى هذه
الآفة وسدها بكل سبيل، وعالجها قبل وقوعها، وبعد وقوعها قطعاً لدابرها، وقضاءاً
على آثارها في المجتمع..
وذلك أن الغريزة الجنسية، والميل الفطري من الرجال والنساء بعضهم لبعض من أقوى
الغرائز في الإنسان بل هي أقواها، والرجل والمرأة كلاهما ضعيف أمام هذه الغريزة
وهذه الرغبة.
ولا شك أن السقـوط فيها وشيوعها يعني هدم أعظم مقوم من مقومات سعادة الإنسان على
الأرض وهو طهارة النسل وصحة النسب، وبذلك يقضي على الرحم والرحمة، وذلك أنه إذا
فشا الزنا فشا أولاد السفاح، وإذا كثر أولاد السفاح انهدمت الأسرة، وانهد كيان
المجتمع، وتقطعت صلاة المودة بين أفراده، وشاعت الأنانية وحب الذات، وعم البغض
والكره والمقت بين الناس، ولم يتبق إلا مشاعر الامتلاك والشهوة والمتعة، والمنفعة
المجردة، واللذة الآنية (الوقتية )، والبعد عن تحمل تبعات الزواج، وتربية
الأولاد.. وهذا إيذان بالخراب والدمار، وضياع لمعاني الرحمة، والسرور، والعطف.
د- ومن أجل بقاء النسل نظيفاً طاهراً، فإن شريعة الإسلام الطيبة الطاهرة أمرت
بوجوب غض البصر من الرجال والنساء، ووجوب إخفاء المرأة زينتها عن الرجال الأجانب
الذين هم ليسوا بمحارم لها.. والمحرم هو: (من لا يجوز للمرأة أن تتزوجه أبداً).
هـ- ونهى عن سفـر المرأة مع غير محرم لها، ونهى عــن الدخول على النساء فـي غيبة
الأزواج والمحارم، والخلــوة بهن إلا أن يكون ذلك مع زوج أو محرم.
وكل هــذه الأحكام المراد منها صيانة الأعراض، والبعــد عـن مواطن الفتنة، والشك،
وبقاء الثقة، والاطمئنان إلى العفة والاستقامة.
و- ولا شك أن أحكام الإسلام الخاصة بالعفة من الحجاب وغيره لم تكن يوماً حاجزاً
أمام المرأة لتبلغ أعلى درجات الكمال المقدر لها من العلم بكل ميادينه، والفضل
والإحسان.
بل أن الحجاب من أعظـم الوسائل ليتفرغ كل من الرجل والمرأة إلى مهامه، ولا يظل
الرجل والمرأة كلاهمـا مشغولين بالجنس في كل مكان، وقد أثبتت التجارب أن الطلاب
والطالبات في الجامعات غير المختلطة أفضل تعليماً وتحصيلاً منهم في الجامعات
المختلطة…
إن هذه الأحكام التي شرعها الإسلام صيانة للعرض، وحفاظاً على طهارة النسل، وصحة
النسب، قد عارضها متبعو الشهوات، وقصيرو النظر، ممن يريدون أن يعيشوا لشهواتهم،
ومنافعهم الفردية، ولو تأتي من وراء ذلك كل الشرور والآثام، وكان هجوم هؤلاء
المنحرفين على تشريعات الإسـلام الخاصة بالعفة، وصيانة النسب ليس نابعاً من الرغبة
في صون المرأة، أو المحافظة على حقوقها أو إنصافها كما يقولون... بل كان دافعهم
إخراج المرأة وهي فتاة من سترها وخدرها، لتكون في متناول أيديهم حيث شاءوا،
وأَنَّى أرادوا، ولإغراء المرأة وهي زوجـة ألا تصون زوجـاً، ولا تحافظ على نسب،
ولجعل المرأة في كل أدوار حياتها ملهاةً ومتعةً للرجـل، يقضي وطره منها بكل سبيل،
ويُخَلِّى بينها وبين ما تحمله في أحشائها... وبينما يتفرغ الرجل للإكثار من
الخليلات، والصديقات، وطالبات المتعة العابرات، تتفرغ المرأة بعد كل حمل إلى تبعة
جديدة من التبعات؛ فأما أن ترتكب فيما حملت في بطنها جريمة قتل قبل الولادة أو
بعدهـا، أو تلقيه إلى غيرها: أما في دور الرعاية حيث ينشأ بعيداً عن الأسرة كما
تنشأ سائر الحيوانات في حظائر التربية، وإما في سلال القمامة، وإن بقى شئ من عاطفة
الأمومة. فإن الأم تتحمل نفقات هذا المولود، وقد تبحث عن رجل آخر يقوم مقام صاحبها
الأول الذي قضى وطره منها وخلاها.
إن هذا الواقع الأليم هو الذي آلت إليه مجتمعات الإثم والفاحشة التي أدعى الرجال
فيها أنهم يريدون الحفاظ على حقوق المرأة ومساواتها بالرجل لهو أكبر دليل على أن
حديث المساواة كان حديث كذب وتضليل.
لقد كانت المرأة هي ضحية هذه المساواة فإن العمل لكسب الرزق أصبح عليها واجباً،
وهو خلاف طبيعتهـا وتكوينها، والرجل يعاشر ألف المرأة، ولا يحمل في أحشائه شيئاً،
ويستطيع أن يعاشر ألفاً أخرى... والمرأة ربما حملت لأول معاشرة مع رجل عابر لا
يطلب إلا مجرد متعة عابرة، وتتحمل المرأة وحدها التبعات.
فإما قتل ما في بطنها، أو تحمل النفقات والتبعات.. فأين المساواة؟!
وعقود الزواج الجاهلية لم تصبح ضماناً للمرأة في هذه المجتمعات لأن الرجل الذي يجد
المرأة، ويتمتع بها بلا ضمانات وتبعات لماذا يلجأ إلى الزواج مع قيوده وآثاره؟!
ومساواة المرأة بالرجل في الحق في إنهاء عقد الزواج، جعل هذه العقود لا تستمر في
كثير من الأحيان سوى ساعات... فأين المساواة؟!
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
رد: المرأة فى الاسلام
حكمة عقد الزواج الإسلام:
أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
أنني أدعوكم إلى العلم بعقد الزواج كما جاءت به الشريعة المطهرة المنزلة على خاتم
أنبياء الله ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. إن هذا العقد من الحكمة
والإحكام بحيث أنه يحقق السعادة والسلام والأمن لكل الرجال والنساء على هذه الأرض.
فقد وزع الله فيه الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة توزيعاً عادلاً حكيماً، وجعل
له صمام أمان بيد الرجل كما قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال
عليهن درجة والله عزيز حكيم}.. (البقرة/228).
ودون الدخول في تفاصيل هذا العقد، فإن الله قد أوجب على الرجل في عقد النكاح مهر
الزوجة ونفقتها، من مطعم ومسكن وملبس، وجعل نفقة الأولاد على الزوج وحده، وأعفى
المرأة من مسئولية كسب المعاش والرزق لا على نفسها أو ولدها، وأوجب عليها طاعة
الزوج والإخلاص له، وقصر نفسهـا عليه، والمحافظة على بيت زوجها فهي أمينة عليه..
وأما الاستمتاع فإن كلا منهما يستمتع بالآخر.. وجعل من حق الرجل مفارقة المرأة
وطلاقها بإرادته المستقلة حفاظاً على سريـة الزواج وعدم اللجوء إلى ظلم المرأة
وفضيحتها أو إفشاء أسرارها..
وأوجب على الرجل عند طلاق امرأته أن ينفق عليها مدة عدتها (عدة الحامل حتى تضع،
والحائض ثلاث دورات شهرية، وغيرهما ثلاثة أشهر). وإن حملت تكفل بحملها وأولادها
أبداً، وإن قامت المطلقة بتربية الأولاد كانت نفقتها كذلك عليه.. وبذلك تعفى
المرأة من العمل وكسب الرزق زوجةً، وأماً حاضنةً وإن كانت مطلقة..
وجعل للمرأة كذلك حق المخالعة من الزوج، ولكنها في هذه الحالة ترد للزوج ما أمهرها
إلا أن يعفو عن ذلك، وجعل الله سبحانه عقد الزواج ميثاقاً غليظاً يلزم الرجل
والمرأة كلاً منهما بالوفاء به قضاءاً في الدنيا، وديناً وحساباً في الآخرة...
وأعطى الإسلام للرجل أن يجمع في وقت واحد بأربع نسوة، ما دامقادراً على الإنفاق،
وبالطبع فإن المرأة التي تقبل بهذا تقبل به طواعية ورضا، وقد أباح الله سبحانه ذلك
حتى لا تبقى امرأة بغير زوج، ولا يتطلع رجل إلى زنا، وقد يُسر الحلال له، وليكون
كل مولود صحيح النسب إلى أبويه.
ولا شك أن الذين أرادوا أن يقصروا الرجـل على امرأة واحدة واستنكروا جداً أن يجمع
الرجل في عصمته أكثر من امرأة واحدة بحجة المساواة، لم يتم لهم ذلك، فإن كثيراً من
الرجال غريزةً وفطرةً لا يستطيع قصر نفسه على امرأة واحدة وإلا أصابه العنت. ولما
أراد -دعاة المساواة كذبـاً- صدام الفطرة فإنها صدمتهم، وأتخذ الرجال الخليلات
والصديقات، وفشا الزنا، وكثر أولاد السفاح، وعم الشقاء..
وكان من جملة الشقـاء أن تحول الرجال إلى اغتصاب أطفالهم، والإحصائيات في هذا
مرعبة جداً... فأي جريمة جرها هؤلاء على البشرية أن حولوا الآباء إلى وحوش كاسرة
يفترسون بناتهم، وذويهم، وأرحامهم.
هذا في الخفـاء؛ وأما في الظهور فإن الذين فسدت فطرتهم يهللون، ويفرحون ويتمدحون
بكثرة الخليلات والصديقات الفاجرات، ويشرَقون ويَأنفون بتعدد الزوجات العفيفات
الطاهرات المقصورات على رجل واحد، فأي انتكاس للفطرة، وادعاء كاذب بأنهم يدعون إلى
مساواة الرجل بالمرأة؟!
والحق أنه يستحيل المساواة فيما هو من خصوص الرجال والنساء، وما دام أنه يستحيل
المساواة المطلقة بين الرجال والنساء فإنه يجب توزيع الحقوق والواجبات بما اختص به
الخالق سبحانه وتعالى كلاً منهما.
أيها الأخوة والأخوات في
كل مكان...
إنني أدعوكم إلى إقرار عقد الزواج في الإسلام كما أنزل من الله على خاتم الرسل
والأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فإنه كفيل عند تطبيقه أن يحقق الحياة
الطيبة السعيدة التي يتمناها ويسعى إليها كل ذي عقل على هذه الأرض.
دعوة إلى إنقاذ البشرية:
- أيها الأخوة والأخوات في كل
مكان...
إننا ندعوكـم إلى إنقاذ البشرية مما تردت إليه بسبب البعد عن منهج الله ودينه،
ومخالفة أحكامـه الطيبة الطاهرة، ونذكركم ببعض الكوارث التي حلت بالبشرية من وراء
الركض وراء الشهوات، والسير في طريق الغواية والشيطان، ومن ذلك:
1- قتل الذرية:
جريمة قتل الأولاد والذرية والذي أصبح بأعداد هائلة، وذلك نتيجة الإجهاض سراً
وعلانية، وهذا من نتائج إباحة الزنا والفجور، وتكليف المرأة بالعمل، وتيسير سبل
حصول الرجل على المرأة كيفما شاء.
2- انتشار الزنا والفجور:
إن إباحة الزنا جريمة عظيمة بحق البشرية... إن كل دين وشريعة أنزلها الله من
السماء حرمت هذه الجريمة البشعة، وجعلت لها أقسى عقوبة هي الرجم للرجل والمرأة
الذين سبق لهمـا زواج، وقد جاء هذا في الشريعة المنزلة على موسى عليه السلام كما
جاء في سفر التثنية 22 : في حق المرأة التي يدخل بها زوجها فيجدها غير عذراء:
"ولكن إن كان هذا الأمر صحيحاً لم توجد عذرة للفتاة يُخرِجونَ الفتاةَ إلى
باب بيتِ أبيها، ويرجُمُها رجالُ مدينَتِها بالحجارة حتى تموت لأنها عملت قَباحَةً
في إسرائيل بزناها في بيت أبيها، فتنزع الشر من وسطك.
إذا وُجِدَ رجل مضطجعاً مع امرأةً زوجةِ بعلٍ يُقتَل الاثنانِ الرجلُ المضطجعُ مع
المرأة، والمرأةُ فتنزع الشر من إسرائيل.
إذا كانت فتاة عذراءٌ مخطوبةٌ لرجلٍ فوجدها في المدينة واضطجع معها فأخرجوهُما
كليهما إلى باب تلك المدينة وارْجُموهما بالحجارة حتى يموتا. الفتاةُ من أجل أنها
لم تصرخْ في المدينة، والرجل من أجل أنه أَذَل امرأةَ صاحبه، فتنزع الشر من وسطك
" (التوراة/سفرالتثنية 22-25).
ولا شك أن هذا الذي نزل على موسى عليه السلام هو الشريعة التي جاء بها عيسى عليه
السلام أيضاً، فإن عيسى قد جـاء نبياً رسولاً حاكماً بشريعة التوراة. يقول عليه
السلام كما جاء عنه في الإنجيل:
"لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل
فالحَقُّ أقولُ لكم إلى أن تزول الأرض والسماء لن يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من
الشريعة حتى يتم كل شئ" (الأنجيل كما دونه متى 5/17-19)
وقد جـاء المسيح عليه السلام آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وكان الزنى من أعظم
ما نهى عنه وها هو ينقل عنه أنه قال:
"وسمعتم أن قيل: لا تزن! أما أنا فأقول لكم: كل من ينظر إلى امرأة بقصد أن
يشتهيها، فقد زنى بها في قلبه! فإن كانت عينك اليمنى فخّاً لك فاقلعها وارمها عنك،
فخير لك أن تفقد عضواً من أعضائك ولا يطـرحْ جسدك كله في جهنم! وإن كانت يديك
اليمنى فخّاً لك، فاقطعها وارمها عنك، فخير لك أن تفقد عضواً من أعضائك ولا يطرح
جسدك كله في جهنم" (الأنجيل 5/27-31)
وأما الشريعة المنزلة على خاتم رسل الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه
فإنها جاءت مصدقـة لما في التوراة والإنجيل، ومحققة للطهارة الكاملة للمجتمع من
هذه الآفة الخبيثة الزنا: سداً لجميع الذرائع إليه وقطعاً لآثاره ودابره...
ففي القرآن المنزل النهي عن الاقتراب مجـرد اقتراب من هذه الفاحشة. قال تعالى:
{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} ( الإسراء/23 )
والنهى عن الزواج بمن عرف عنها الزنا {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية
لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين} (النور/3) وجاءت عقوبة الجلد
مائة جلدة للزاني والزانية إذا كانا بكرين (لم يسبق لهما زواج) والرجم للثيب الذي
سبق لها زواج.
وهذه الشرائع الثلاث: اليهودية، والنصرانية، والإسلام هي التي ينسب إليها أكثر من
نصف أهل الأرض الآن، وكثير منهم يعتز بالنسبة إليها... ولكن عباد الشهوات وإتباع
الشيطان قد أضلـوا كثيراً من الناس عن هذا الهدى والنور... وجاءت قوانين الشيطان
وشرعة إبليس لتبيح للرجل والمرأة إذا كانا بالغين خالِيَيْن أن يفعلا هذه الجريمة
دون أن يعد هذا أثماً أو قبحاً... ثم ازداد العالم كله شراً عندما نادى أدعياء
المساواة بأن الزنا ليس بجريمة لأي رجل وامـرأة متزوجين أو خاليين!! وأن هذا من
الحريات الشخصية، وبهذا أسرعوا في دمار العالم، وإخراج أبناء السفـاح، وتدمير
الأسرة، وهدم الأرحام، مما سيجعل البشر-وقد كان- قطيعاً من الماشية والأغنام.. بل
من الخنازير التي لا غيرة عندها ولا أخلاق.
3- العدوان الجنسي على الأولاد والأرحام:
ومن أعظم المفاسد التي جرتها الشرائع الشيطان العدوان على الأولاد والأرحام، وقد
بلغ هذا الأمـر نسباً مخيفة تهدد بزوال العمران، حتى أصبحت بيوت (اللادينيين،
الفجار) بيوتاً للإجـرام والعدوان، وذهب مفهوم السكن والأمن والأمان... فإن اعتداء
الأب على أبنائه وبناتـه واغتصاب أطفاله وأرحامه من أبشع ما رأت الأرض من صور
الفساد والإفساد...
4- إباحة الحمل بكل الوسائل وإخراج أولاد السفاح:
ولا شك أن إباحة الحمل بكل الوسائل من الزوج وغيره وتأسيس (بنوك المني) لهو من
أعظم العدوان على البشرية، والسماح بإخراج أناس لا ينتمون لآبائهم، وهذا تنجيس
للنسل، وهدم للأنساب.. وهذا سيؤدى إلى سرعة الخراب والدمار... لأنه سيخرج أجيالاً
من أولاد السفاح، والحرام، لا يعرفون معنى الرحمة، ولا يمتون إلى الإنسانية إلا
بالصورة الخارجية. وأما الإنسـان (حقيقة الإنسان) الذي ينتمي إلى الأم والأب ويعيش
في دائرة الأرحام، ويعرف معنى الأسـرة والوئام فإنه لن يكون موجوداً، وبهذا سيعم
الفساد والقتل والإجرام، وسيسهل على الإنسان أن يقتل الإنسان دون أن تطرف له عين،
أو يتألم له قلب أن يتغير له إحساس.
أيها الأخوة والأخوات في كل مكان...
أنني أدعوكم إلى العلم بعقد الزواج كما جاءت به الشريعة المطهرة المنزلة على خاتم
أنبياء الله ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. إن هذا العقد من الحكمة
والإحكام بحيث أنه يحقق السعادة والسلام والأمن لكل الرجال والنساء على هذه الأرض.
فقد وزع الله فيه الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة توزيعاً عادلاً حكيماً، وجعل
له صمام أمان بيد الرجل كما قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال
عليهن درجة والله عزيز حكيم}.. (البقرة/228).
ودون الدخول في تفاصيل هذا العقد، فإن الله قد أوجب على الرجل في عقد النكاح مهر
الزوجة ونفقتها، من مطعم ومسكن وملبس، وجعل نفقة الأولاد على الزوج وحده، وأعفى
المرأة من مسئولية كسب المعاش والرزق لا على نفسها أو ولدها، وأوجب عليها طاعة
الزوج والإخلاص له، وقصر نفسهـا عليه، والمحافظة على بيت زوجها فهي أمينة عليه..
وأما الاستمتاع فإن كلا منهما يستمتع بالآخر.. وجعل من حق الرجل مفارقة المرأة
وطلاقها بإرادته المستقلة حفاظاً على سريـة الزواج وعدم اللجوء إلى ظلم المرأة
وفضيحتها أو إفشاء أسرارها..
وأوجب على الرجل عند طلاق امرأته أن ينفق عليها مدة عدتها (عدة الحامل حتى تضع،
والحائض ثلاث دورات شهرية، وغيرهما ثلاثة أشهر). وإن حملت تكفل بحملها وأولادها
أبداً، وإن قامت المطلقة بتربية الأولاد كانت نفقتها كذلك عليه.. وبذلك تعفى
المرأة من العمل وكسب الرزق زوجةً، وأماً حاضنةً وإن كانت مطلقة..
وجعل للمرأة كذلك حق المخالعة من الزوج، ولكنها في هذه الحالة ترد للزوج ما أمهرها
إلا أن يعفو عن ذلك، وجعل الله سبحانه عقد الزواج ميثاقاً غليظاً يلزم الرجل
والمرأة كلاً منهما بالوفاء به قضاءاً في الدنيا، وديناً وحساباً في الآخرة...
وأعطى الإسلام للرجل أن يجمع في وقت واحد بأربع نسوة، ما دامقادراً على الإنفاق،
وبالطبع فإن المرأة التي تقبل بهذا تقبل به طواعية ورضا، وقد أباح الله سبحانه ذلك
حتى لا تبقى امرأة بغير زوج، ولا يتطلع رجل إلى زنا، وقد يُسر الحلال له، وليكون
كل مولود صحيح النسب إلى أبويه.
ولا شك أن الذين أرادوا أن يقصروا الرجـل على امرأة واحدة واستنكروا جداً أن يجمع
الرجل في عصمته أكثر من امرأة واحدة بحجة المساواة، لم يتم لهم ذلك، فإن كثيراً من
الرجال غريزةً وفطرةً لا يستطيع قصر نفسه على امرأة واحدة وإلا أصابه العنت. ولما
أراد -دعاة المساواة كذبـاً- صدام الفطرة فإنها صدمتهم، وأتخذ الرجال الخليلات
والصديقات، وفشا الزنا، وكثر أولاد السفاح، وعم الشقاء..
وكان من جملة الشقـاء أن تحول الرجال إلى اغتصاب أطفالهم، والإحصائيات في هذا
مرعبة جداً... فأي جريمة جرها هؤلاء على البشرية أن حولوا الآباء إلى وحوش كاسرة
يفترسون بناتهم، وذويهم، وأرحامهم.
هذا في الخفـاء؛ وأما في الظهور فإن الذين فسدت فطرتهم يهللون، ويفرحون ويتمدحون
بكثرة الخليلات والصديقات الفاجرات، ويشرَقون ويَأنفون بتعدد الزوجات العفيفات
الطاهرات المقصورات على رجل واحد، فأي انتكاس للفطرة، وادعاء كاذب بأنهم يدعون إلى
مساواة الرجل بالمرأة؟!
والحق أنه يستحيل المساواة فيما هو من خصوص الرجال والنساء، وما دام أنه يستحيل
المساواة المطلقة بين الرجال والنساء فإنه يجب توزيع الحقوق والواجبات بما اختص به
الخالق سبحانه وتعالى كلاً منهما.
أيها الأخوة والأخوات في
كل مكان...
إنني أدعوكم إلى إقرار عقد الزواج في الإسلام كما أنزل من الله على خاتم الرسل
والأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فإنه كفيل عند تطبيقه أن يحقق الحياة
الطيبة السعيدة التي يتمناها ويسعى إليها كل ذي عقل على هذه الأرض.
دعوة إلى إنقاذ البشرية:
- أيها الأخوة والأخوات في كل
مكان...
إننا ندعوكـم إلى إنقاذ البشرية مما تردت إليه بسبب البعد عن منهج الله ودينه،
ومخالفة أحكامـه الطيبة الطاهرة، ونذكركم ببعض الكوارث التي حلت بالبشرية من وراء
الركض وراء الشهوات، والسير في طريق الغواية والشيطان، ومن ذلك:
1- قتل الذرية:
جريمة قتل الأولاد والذرية والذي أصبح بأعداد هائلة، وذلك نتيجة الإجهاض سراً
وعلانية، وهذا من نتائج إباحة الزنا والفجور، وتكليف المرأة بالعمل، وتيسير سبل
حصول الرجل على المرأة كيفما شاء.
2- انتشار الزنا والفجور:
إن إباحة الزنا جريمة عظيمة بحق البشرية... إن كل دين وشريعة أنزلها الله من
السماء حرمت هذه الجريمة البشعة، وجعلت لها أقسى عقوبة هي الرجم للرجل والمرأة
الذين سبق لهمـا زواج، وقد جاء هذا في الشريعة المنزلة على موسى عليه السلام كما
جاء في سفر التثنية 22 : في حق المرأة التي يدخل بها زوجها فيجدها غير عذراء:
"ولكن إن كان هذا الأمر صحيحاً لم توجد عذرة للفتاة يُخرِجونَ الفتاةَ إلى
باب بيتِ أبيها، ويرجُمُها رجالُ مدينَتِها بالحجارة حتى تموت لأنها عملت قَباحَةً
في إسرائيل بزناها في بيت أبيها، فتنزع الشر من وسطك.
إذا وُجِدَ رجل مضطجعاً مع امرأةً زوجةِ بعلٍ يُقتَل الاثنانِ الرجلُ المضطجعُ مع
المرأة، والمرأةُ فتنزع الشر من إسرائيل.
إذا كانت فتاة عذراءٌ مخطوبةٌ لرجلٍ فوجدها في المدينة واضطجع معها فأخرجوهُما
كليهما إلى باب تلك المدينة وارْجُموهما بالحجارة حتى يموتا. الفتاةُ من أجل أنها
لم تصرخْ في المدينة، والرجل من أجل أنه أَذَل امرأةَ صاحبه، فتنزع الشر من وسطك
" (التوراة/سفرالتثنية 22-25).
ولا شك أن هذا الذي نزل على موسى عليه السلام هو الشريعة التي جاء بها عيسى عليه
السلام أيضاً، فإن عيسى قد جـاء نبياً رسولاً حاكماً بشريعة التوراة. يقول عليه
السلام كما جاء عنه في الإنجيل:
"لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل
فالحَقُّ أقولُ لكم إلى أن تزول الأرض والسماء لن يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من
الشريعة حتى يتم كل شئ" (الأنجيل كما دونه متى 5/17-19)
وقد جـاء المسيح عليه السلام آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وكان الزنى من أعظم
ما نهى عنه وها هو ينقل عنه أنه قال:
"وسمعتم أن قيل: لا تزن! أما أنا فأقول لكم: كل من ينظر إلى امرأة بقصد أن
يشتهيها، فقد زنى بها في قلبه! فإن كانت عينك اليمنى فخّاً لك فاقلعها وارمها عنك،
فخير لك أن تفقد عضواً من أعضائك ولا يطـرحْ جسدك كله في جهنم! وإن كانت يديك
اليمنى فخّاً لك، فاقطعها وارمها عنك، فخير لك أن تفقد عضواً من أعضائك ولا يطرح
جسدك كله في جهنم" (الأنجيل 5/27-31)
وأما الشريعة المنزلة على خاتم رسل الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه
فإنها جاءت مصدقـة لما في التوراة والإنجيل، ومحققة للطهارة الكاملة للمجتمع من
هذه الآفة الخبيثة الزنا: سداً لجميع الذرائع إليه وقطعاً لآثاره ودابره...
ففي القرآن المنزل النهي عن الاقتراب مجـرد اقتراب من هذه الفاحشة. قال تعالى:
{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} ( الإسراء/23 )
والنهى عن الزواج بمن عرف عنها الزنا {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية
لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين} (النور/3) وجاءت عقوبة الجلد
مائة جلدة للزاني والزانية إذا كانا بكرين (لم يسبق لهما زواج) والرجم للثيب الذي
سبق لها زواج.
وهذه الشرائع الثلاث: اليهودية، والنصرانية، والإسلام هي التي ينسب إليها أكثر من
نصف أهل الأرض الآن، وكثير منهم يعتز بالنسبة إليها... ولكن عباد الشهوات وإتباع
الشيطان قد أضلـوا كثيراً من الناس عن هذا الهدى والنور... وجاءت قوانين الشيطان
وشرعة إبليس لتبيح للرجل والمرأة إذا كانا بالغين خالِيَيْن أن يفعلا هذه الجريمة
دون أن يعد هذا أثماً أو قبحاً... ثم ازداد العالم كله شراً عندما نادى أدعياء
المساواة بأن الزنا ليس بجريمة لأي رجل وامـرأة متزوجين أو خاليين!! وأن هذا من
الحريات الشخصية، وبهذا أسرعوا في دمار العالم، وإخراج أبناء السفـاح، وتدمير
الأسرة، وهدم الأرحام، مما سيجعل البشر-وقد كان- قطيعاً من الماشية والأغنام.. بل
من الخنازير التي لا غيرة عندها ولا أخلاق.
3- العدوان الجنسي على الأولاد والأرحام:
ومن أعظم المفاسد التي جرتها الشرائع الشيطان العدوان على الأولاد والأرحام، وقد
بلغ هذا الأمـر نسباً مخيفة تهدد بزوال العمران، حتى أصبحت بيوت (اللادينيين،
الفجار) بيوتاً للإجـرام والعدوان، وذهب مفهوم السكن والأمن والأمان... فإن اعتداء
الأب على أبنائه وبناتـه واغتصاب أطفاله وأرحامه من أبشع ما رأت الأرض من صور
الفساد والإفساد...
4- إباحة الحمل بكل الوسائل وإخراج أولاد السفاح:
ولا شك أن إباحة الحمل بكل الوسائل من الزوج وغيره وتأسيس (بنوك المني) لهو من
أعظم العدوان على البشرية، والسماح بإخراج أناس لا ينتمون لآبائهم، وهذا تنجيس
للنسل، وهدم للأنساب.. وهذا سيؤدى إلى سرعة الخراب والدمار... لأنه سيخرج أجيالاً
من أولاد السفاح، والحرام، لا يعرفون معنى الرحمة، ولا يمتون إلى الإنسانية إلا
بالصورة الخارجية. وأما الإنسـان (حقيقة الإنسان) الذي ينتمي إلى الأم والأب ويعيش
في دائرة الأرحام، ويعرف معنى الأسـرة والوئام فإنه لن يكون موجوداً، وبهذا سيعم
الفساد والقتل والإجرام، وسيسهل على الإنسان أن يقتل الإنسان دون أن تطرف له عين،
أو يتألم له قلب أن يتغير له إحساس.
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
رد: المرأة فى الاسلام
إن مما جنته هذه الشرائع الظالمة التي نادت -زوراً- بالمساواة، وأخرجت المرأة من
سترها، وعزها، لتكسب قوتها بنفسها كالرجل سواءً قد ظلمت المرأة وأهانتها إهانة
بالغة، وحملتها مشقات عظيمة... وجعلتها سلعة رخيصة ينالها كل فاجر، وعابر، ثم
يلقيها على قارعة الطريق..
لقد أصبحت المرأة بعد أن كانت عزيزة في بيت أبيها، يقوم بكفالتها، ثم يُخْطَبُ
وُدُّها، وتُطلب يدها من وليها، ويُدفع مهرها، ويُلزم الزوج بجميع نفقاتها، وإذا
أنجبت كانت نفقات الأولاد على أبيهم لا عليها... ثم إذا أصبحت أماً كان حقها على
أولادها بعد حق الله سبحانه وتعالى هذه المرأة التي كرمتها شريعة الله على هذا
النحو، قد أضحت سلعة رخيصةً مهانةً، بل مروجاً لكل سلعة خسيسة، فالمرأة اليوم فتاة
إعلان، وشراك الشيطان، ومتعة عابرة، وامرأة شقية تكدح خارج البيت، وتشقى داخله،
وتكلف مع الحمل والولادة بالكد والكدح واكتساب القوت..
إن الرجال والنساء جميعاً مدعون لرفع هذا الظلم الذي وقع على المرأة بهذا الإذلال
والامتهان.
كلمة في الختام:
******************
وبعد فهذه كلمات قليلة أوجهها إلى كل رجل وإمرأة في الأرض ناصحاً مخلصاً -يعلم
الله- أني لا أريد أجراً ولا شكراً، وإنما أقول كلمتي هذه متأسياً بالأنبياء
والمرسلين الذين نصحوا لأقوامهم ودعوهم إلى الله مخلصين لا يريدون أجراً، فقد قال
نوح لقومه: {أبلغكم رسالات ربي، وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}
(الأعراف/62)..
وقال هود لقومه: {أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين} (الأعراف/6.. وهكذا فعل
جميع الأنبياء والرسل -عليهم السلام-.
إن كلماتي هـذه من القلب وهي دعوة إلى الإيمان بالله خالق السموات والأرض سبحانه
وتعالى والإيمـان برسله الكرام العظام الذين كانوا هداة البشرية في كل العصور
وخاتمهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالشريعة الكاملة المطهرة
الدائمة إلى آخر الدنيا، وهي الشريعة العظيمة التي تكفل السعادة للبشر جميعاً على
الأرض.
وهذه الكلمات تحذير من الفساد العظيم الذي يعم الأرض الآن من وراء هدم العفة
والأسرة، ودائرة الأرحام، وإن كان الله سبحانه وتعالى قد أرسل لنا التحذير تلو
التحذير، بالأمراض والأسقام... فإنه إن لم يكن هناك رادع زاجر فلننتظر العذاب
الماحق، قال تعـالى: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء، والضراء
لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما
كانوا يعملون، فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما
أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}
(الأنعام/42-45)
إذن يا من تقول أن المرأة مسلوبة الحق فى الإسلام
ما قولك ؟
ما حجتك؟
ويا أختى يا من أقتنعتى بكلامهم الزائف
ما قولك؟
هل ستبادرين وتخلعى قناع الجاهليه والتبرج من فوق وجهك وتهرولى إلى ربك وتعلمى أن
قيمتك فى احتفاظك بدين؟
أردتم أن أكمل الموضوع بتلك الرسالة الجميله
فيا ليتها تجد عندكم طول بال لقراءتها
لكم تقديرى وإحترامى
كما اتقدم بالشكر للمشرفين على هذا المنتدى والعاملين علية الذين تقبلو موضوعاتى بصدر رحم
لهم منى الف مليوم تحية وتقدير منقول للافادة
سلام
mo7amed- كنزبرونزى
- المشاركات : 505
جنسيتك : مصر
العمل/الترفيه : التصفح على الانتر نت
لا تعليق
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
مواضيع مماثلة
» آداب المعاملة في الاسلام
» أعتناق الاسلام من الاجانب بسبب الاعجاز العلمى
» (((وصايا إلى المرأة)))
» دموع المرأة
» اجمل ما قيل في المرأة
» أعتناق الاسلام من الاجانب بسبب الاعجاز العلمى
» (((وصايا إلى المرأة)))
» دموع المرأة
» اجمل ما قيل في المرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى